
يعتبر **قصر غارنييه**، المعروف ايضا بدار اوبرا باريس، رمزا للفخامة والرقي الفني في العاصمة الفرنسية. صممه المهندس المعماري **شارل غارنييه**، وتم افتتاحه عام **1875** كجزء من اعادة الاعمار الكبرى لباريس التي قادها نابليون الثالث خلال الامبراطورية الثانية. يشتهر قصر غارنييه ب**هندسته المعمارية الباروكية الجديدة**، وهو احد اشهر دور الاوبرا في العالم.
يزين الجزء الخارجي لقصر غارنييه منحوتات وتماثيل معقدة تمثل الاساطير اليونانية. ساهم فنانون بارزون مثل **فرانسوا جوفروا** و**جان باتيست كلود اوجين غيوم** في هذه التحف الفنية. الواجهة المهيبة، بزخارفها المذهبة واعمدتها الكبيرة، تجعل المبنى تحفة معمارية حقيقية.
التصميم الداخلي لقصر غارنييه هو متعة للحواس، حيث يتميز بزخارف فخمة من افاريز الرخام متعددة الالوان، ولمسات ذهبية، ولوحات جدارية رائعة على السقف تصور الاساطير اليونانية. الدرج الكبير، المصنوع من الرخام الابيض، تحيط به تماثيل برونزية لملائكة وحوريات تحمل مصابيح، مما يجسد فخامة **الاسلوب الباروكي**.
تتسع دار الاوبرا لما يصل الى **1600 ضيف** وتتميز بمسرح كبير يكفي لاستيعاب **450 مؤديا**. تعتبر **الثريا الكريستالية الرائعة** التي تزن سبعة اطنان، القطعة المركزية التي تضيء القاعة. يضم المسرح **تماثيل برونزية لمؤلفين موسيقيين اسطوريين**، منهم موزارت وروسيني وبيتهوفن، ويستضيف عروضا عالمية ل**الباليه والموسيقى الكلاسيكية**.
يمكن للزوار الاستمتاع بممرات واسعة، ومناظر معمارية خلابة، والبهو الكبير الذي ينافس فخامة فرساي. حول قصر غارنييه، يمكن للزوار التجول في الحدائق القريبة او تناول الطعام في **مطعم الاوبرا**، الواقع على الواجهة الشرقية للمبنى، والذي يقدم المأكولات الفرنسية والعالمية.
ان **قصر غارنييه** ليس مجرد ايقونة ثقافية فحسب، بل هو ايضا مثال مذهل للفن والذوق الباريسي، مما يجعله وجهة اساسية لزوار مدينة النور.